للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس (١). وقد تكلم فيه جماعة من الأئمة، وقال ابن … عدي (٢): ولم أعلم أحداً من المتقدمين رضيه».

وقال الحاكم: «أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به، إنَّما هو باذان (٣)، ولم يحتج به الشيخان، لكنه حديث متداول فيما بين الأئمة ووجدت له متابعاً من حديث سفيان الثوري في متن الحديث فخرجته» (٤).

قلت: وباذان هذا قال عنه يحيى بن معين: «ليس به بأس»، وضعّفه البخاري، وقال عنه يحيى القطان: «لم أرَ أحداً من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أم هانئ»، وقال إسماعيل بن أبي خالد: «كان أبو صالح يكذب» (٥)، وقال ابن عدي: «عامة ما يرويه تفسير». انظر: " ميزان الاعتدال " ١/ ٢٩٦ (١١٢١).

والحديث صححه أحمد شاكر في المسند ٢/ ٤٩١ وقال عن أبي صالح: «والحق أنَّه ثقة ليس لمن ضعّفه حجة، وإنما تكلموا فيه من أجل التفسير الكثير المروي عنه، والحمل على تلميذه محمد بن السائب الكلبي، وقد ادعى ابن حبان (٦): أنَّه لم يسمع من ابن عباس، وهذه غلطة عجيبة منه،


(١) قال مسلم في كتاب " التفصيل " فيما نقله ابن رجب في " فتح الباري " ٣/ ٢٠١ ط. الحرمين: «هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس».
(٢) " الكامل " ٢/ ٢٥٨، وقارن في ذلك ما نقله ابن الملقن في " البدر المنير " ٥/ ٣٤٩.
(٣) رواية الحاكم وقوله هذا ذكرهما الحافظ في "الإتحاف" في ترجمة أبي صالح ميزان، عن ابن عباس، والحاكم قال: إنَّه باذان، فمن الأصوب أن تكون في ترجمة باذان، عن ابن عباس.
(٤) حديث الثوري المشار إليه خرجه بعد قوله هذا: سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن
خثيم، عن عبد الرحمان السهمان قال: لعن رسول الله زوارات القبور.
(٥) ولأجل اتهام إسماعيل أبا صالح بالكذب سقت هذا الحديث مثالاً على ما اتهم راويه بالكذب.
(٦) " المجروحين " ١/ ١٨٥. ولم يتفرّد ابن حبان في نفي سماعه من ابن عباس، فقد ذكر ذلك مسلم كما مرت الإشارة إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>