للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن أبا صالح تابعي قديم، روى عن مولاته أم هانئ، وعن أخيها علي بن أبي طالب، وعن أبي هريرة، وكلهم أقدم من ابن عباس وأكبر».

وقال الألباني في " الضعيفة " (٢٢٥): «فمن هذا حاله لا يَحْسُنُ تَحْسِين حديثه كما فعل الترمذي، فكيف تصحيحه كما فعل أحمد شاكر في تعليقه على المسند وعلى سنن الترمذي». وهذا تعقّب نفيس.

وأبو صالح راوي هذا الحديث اختلف فيه، فقيل: إنَّه باذان أو باذام مولى أم هانئ وكما سبق تخريجه. وقيل: إنَّه أبو صالح ميزان البصري.

فأخرجه: ابن حبان (٣١٧٩) و (٣١٨٠) من طريق عبد الوارث، عن محمد بن جُحادة، عن أبي صالح، عن ابن عباس، به.

وجزم ابن حبان أنَّه ليس بباذان، فقال: «أبو صالح هذا اسمه: ميزان البصري ثقة (١)، وليس بصاحب محمد بن السائب الكلبي».

قال ابن حجر في " إتحاف المهرة " ٨/ ١٠٠ (٩٠٠٩): «كذا قال - يعني: ابن حبان- في الموضعين، وعندي أنَّه خطأ»، وقال في " تهذيب التهذيب " ١٠/ ٣٤٤ في ترجمة ميزان البصري: «فجزم ابن حبان في الصحيح: أنَّ اسم أبي صالح هذا ميزان ٠٠ بعد أنْ أورد هذا الحديث من رواية عبد الوارث، عن محمد بن جُحادة، ولم يذكر المزي ميزان هذا؛ لأنَّه مبنيٌ على أنَّ أبا صالح المذكور في الحديث هو مولى أم هانئ كما صرّح بذلك في الأطراف (٢)، ويؤيده أنَّ علي بن مسلم الطوسي روى هذا الحديث، عن شعيب (٣)، عن محمد بن جُحادة، قال: سمعت أبا صالح مولى أم هانئ فذكر


(١) ميزان البصري وثّقه ابن حبان، وهو في " التقريب " (٧٠٣٦): «مقبول».
(٢) " تحفة الأشراف " ٤/ ٢٦٤ (٥٣٧٠) فقال: «رواه علي بن مسلم الطوسي، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن محمد بن جُحادة، قال: سمعت أبا صالح مولى أم هانئ … فذكره».
(٣) هكذا في المطبوع، ولعله تحريف من «شعبة»؛ لأنَّ المزي أثبته شعبة في " تحفة الأشراف "، فالله أعلم بالصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>