من عبد الله بن حُبْشي أم لا؟ ويحتمل أنْ يكون سمعه، والله أعلم».
وانظر:" تحفة الأشراف " ٤/ ١٩٣ (٥٢٤٢).
وقد روي من غير هذا الوجه.
فأخرجه: الطبراني في " الأوسط "(٥٦١٥) كلتا الطبعتين، والخطيب في "الموضح" ١/ ٤٦ من طريق مليح بن وكيع، عن أبيه، عن محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عروة، عن عائشة، به.
قال الطبراني عقبه:«لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا محمد بن شريك، تفرّد به مليح بن وكيع، عن أبيه»، ونقل الخطيب في " الموضح " ١/ ٤٦ عن الدارقطني أنَّه قال: «تفرّد به وكيع، عن محمد بن شريك، وتفرّد عنه به ابنه مليح».
قلت: أما مليح فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " ٨/ ٤٢٠ (١٦٨١) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في " الثقات " ٩/ ١٩٥، وقال عنه:«مستقيم الحديث».
قلت: في مثل هذه الحالة يُقبَل قول ابن حبان فيه وإنْ سكت عنه ابن أبي حاتم؛ لأنَّ ابن حبان أتى هنا بما يدل على أنَّه سَبَرَ أحاديث الراوي، ولم يكتف بمجردِ ذكره مثل ما فعل في بعض الرواة، وهو لم يتفرّد بهذه الرواية كما تقدم، إنَّما تابعه القاسم بن محمد، عند البيهقي ٦/ ١٤٠ عن وكيع، به.
إلا أنَّ القاسم هذا فيه كلام فقد نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " ٧/ ١٦٠ (٦٨٢) عن أبي زرعة أنَّه قال: «كتبت عن القاسم بن محمد بن أبي شيبة، ولم أحدث عنه بشيء»، ونقل عن أبيه أنَّه قال فيه:«كتبت عنه وتركت حديثه»، وقد تكلم أهل العلم في هذا الإسناد، فقد نقل البيهقي ٦/ ١٤٠ عن أبي علي الحافظ أنَّه قال:«ما أراه حفظه عن وكيع، وقد تكلموا فيه - يعني: القاسم - والمحفوظ رواية أبي أحمد الزبيري ومن تابعه على روايته، عن محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عروة: أنَّ رسول الله ﷺ مرسلاً».