للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابنا ضعيفاً»، ونقل عن الإمام أحمد أنَّه قال فيه: «مضطرب الحديث»، ولخّص الحافظ ابن حجر القول فيه فقال في " التقريب " (٣٨٦١): «صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيهاً».

كانت هذه أقوال أهل العلم في عبد الرحمان وهي أقوال مجملة، إلا أنَّ لعبد الرحمان بعض الخصوصية التي ترفع بعض أحاديثه، قال الذهبي في " ميزان الاعتدال " ٢/ ٥٧٦ (٤٩٠٨): «قد مشّاه جماعة وعدّلوه. وكان من الحفاظ المكثرين، ولا سيما عن أبيه وهشام بن عروة، حتى قال يحيى بن معين: هو أثبت الناس في هشام» فهذه الخصوصية تجعل حديثه عن أبيه وهشام من قوي حديثه (١)، والله أعلم.

وانظر: " تحفة الأشراف " ٦/ ٥٣٣ (٩٧٧٨)، و " إتحاف المهرة " ١١/ ١٠ (١٣٦٢٩)، و " أطراف المسند " ٤/ ٣٠١ (٥٩٤٦).

وقد يأتينا إسناد متصل فيما يبدو للناظر من أول وهلة، لكن عند جمع الطرق يزاد في الإسناد رجل مبهم وتتعدد الأسانيد بذكر المبهم تارة، وبعدم ذكره تارة أخرى، ولطالما اختلفت أقوال النقاد في الترجيح، فمن رجح ذكر المبهم جعله علة الحديث الرئيسة، ومن رجح عدم ذكر المبهم زالت عنده علة الحديث، مثاله ما روى شعبةُ، عن منصور بن المعتمر، عن ربْعي ابن حراشٍ، عن عليٍّ، عن النَّبيِّ أنَّه قال: «لا يُؤمنُ عبدٌ حتَّى يُؤمنَ بأربعٍ: حتى يشهدَ أنْ لا إله إلا اللهُ، وأنيِّ رسولُ الله بَعثني بالحقِّ، وحتَّى يؤمنَ بالبعثِ بعد الموتِ، وحتَّى يؤمنَ بالقدرِ» (٢).

أخرجه: الطيالسي (٣) (١٠٦)، ومن طريقه الترمذيُّ (٢١٤٥) عن

شعبة، بهذا الإسناد.


(١) وانظر مزيد بيان لحال عبد الرحمان " بلوغ الأماني ": ١٧٦ - ١٧٨.
(٢) لفظ رواية أحمد.
(٣) مسند الطيالسي أصل في أحاديث شعبة، فأكثر من ثلث الكتاب هو ما رواه الطيالسي عن شيخه شعبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>