ومن فوائد معرفة الزيادات عدم جعل الشيخ تلميذاً والتلميذ شيخاً، فمن لم تكن بضاعته جيدة في هذه الصناعة قلَّب الأمور، كما حصل لمؤلفي " المسند الجامع " ٣/ ٢٣٣ (١٩٠٢) (٢) فقد عزوا لمسلم ٥/ ١٤٠ (١٧٣١) (٥) «حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، عن الحسين بن الوليد» ولم يتنبهوا إلى أنَّ هذا الإسناد المشار إليه إنما هو من زوائد راوي " صحيح مسلم " إبراهيم بن محمد بن سفيان، وقد ازدوج هذا الخطأ على الدكتور بشار حينما أقحم هذا الإسناد في متن " تحفة الأشراف " ٢/ ٨٨ (١٩٢٩) آخذاً إياهُ من " النكت الظراف " ولم ينتبه إلى أنَّ المزي أهمل هذا الإسناد؛ لأنَّه ليس لمسلم، وكذلك لم ينبه إلى أنَّ الحافظ ابن حجر فيما نقله عن بعض نسخ "صحيح مسلم " ذكر أنَّه في آخر الحديث، وهي إشارة إلى أنَّ الحديث من زوائد الرواة، وهذه الأخطاء ونحوها تأتي لمن دخل هذا العلم من غير بابه، ومن تكلم في غير فنه أتى بالأعاجيب. ومن فوائد معرفة الزيادات هو كون تلك الزيادات ليست على شرط صاحب الكتاب الأصلي من حيث الرجال، ومن حيث قوة الأسانيد وهذه الفائدة تكمن في الكتب التي اشترط فيها الصحة.=
= … ويظهر أنَّ تلك الزيادات في الأعم الأغلب تكون آخر الأحاديث أو الأبواب، ولربما كانت في الغالب على شكل حواشٍ ثمَّ أُدرجت فيما بعد، ومثل ذلك ما حصل لتعليقة في" شمائل النبي ﷺ ": ١٣١ (٢٢١) حاشية (٢) وعند مراجعة ذلك ستجد الشبه بيناً، والله أعلم. تنبيه: انظر في ترجمة ابن سفيان " سير أعلام النبلاء " ١٤/ ٣١١ - ٣١٢.