للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغرائب لا تلبث أنْ تشتهر في الطبقات التالية لطبقة ذلك المتفرد، وذلك بسبب كونها مروية من طريق ذلك الإمام الذي يحرص كثير من الرواة على جمع كل ما روي عنه، بخلاف الفوائد فهي غرائب في بلد جامعها أو في عصره كما تقدم، فغرابتها متأخرة في طبقتها عن غرابة سائر الغرائب (١).

أنواع الغريب: قسم أهل الحديث الغريب إلى أنواع، فقال الترمذي:

١ - رب حديث يكون غريبًا لا يروى إلا من وجه واحد (٢).

٢ - ورب رجل من الأئمة يحدث بالحديث لا يعرف إلا من حديثه.

٣ - ورب حديث إنَّما يستغرب بزيادة تكون في الحديث، وإنَّما تصح إذا كانت الزيادة ممن يعتمد على حفظه.

٤ - ورب حديث يروى من أوجه كثيرة، وإنَّما يستغرب لحال الإسناد (٣).

وفصّل الحاكم الغريب إلى أنواع منها (٤):

١ - غرائب الصحيح.

٢ - غرائب الشيوخ.

٣ - غرائب المتون.

وكثيرًا ما يجد الباحثون في مصنفات علم الحديث أحكامًا للأئمة النقاد يحكمون فيها على الأحاديث بالغرابة فيقال مثلًا: (هذا حديث غريب)، أو (لم يروه عن فلان إلا فلان)، وغيرها من العبارات التي توحي بوجود غرابة


(١) انظر: " لسان المحدّثين " (غريب).
(٢) علق الحافظ ابن رجب في " شرح علل الترمذي " ١/ ٤١٣ - ٤١٥ ط. عتر و ٢/ ٦٢٧ - ٦٢٩ ط. همام على هذا النوع فقال: «أنْ يكون الحديث لا يروى إلا من وجه واحد، ثم مثله بمثالين، وهما في الحقيقة نوعان: أحدهما: أنْ يكون ذلك الإسناد لا يروى به إلا ذلك الحديث أيضاً ..
والنوع الثاني: أنْ يكون الإسناد مشهوراً يروى به أحاديث كثيرة، لكن هذا المتن لم تصح روايته إلا بهذا الإسناد».
(٣) انظر: " العلل الصغير " ٦/ ٢٥١ - ٢٥٣.
(٤) انظر: " معرفة علوم الحديث ": ٩٤ - ٩٦ ط. العلمية و ٣١١ - ٣١٤ ط. ابن حزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>