للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتيبة - ويرون أنَّ خالدًا المدائني أدخله على الليث، وسمعه قتيبة معه، فالله أعلم" (١)، وقال الذهبي: "فيكون قد غلط في الإسناد، وأتى بلفظ منكر جدًّا؛ يرون أنَّ خالدًا المدائني، أدخله على الليث، وسمعه قتيبة معه، فالله أعلم، قلت: هذا التقرير يؤدي إلى أنَّ الليث كان يقبل التلقين، ويروي ما لم يسمع، وما كان كذلك! بل كان حجة متثبتًا، وإنّما الغفلة وقعت فيه من قتيبة، وكان شيخ صدق، قد روى نحوًا من مائة ألف فيغتفر له الخطأ في حديث واحد" (٢).

أقول: ليس في هذا تقرير البتة، بل الناظر في كلام البخاري سيجد أنَّ خالدًا أدخل هذا الحديث في كتب قتيبة بن سعيد، وليس على الليث، والذي يدل على ذلك أنَّ أحدًا لم يروه عن الليث إلا قتيبة - مع أنَّ الليث معروف بكثرة التلاميذ، وهو أحد الرواة الذين يجمع حديثهم -، وكان خالد يفتعل هذا الفعل الشائن حتى افتضح أمره وبان للقاصي والداني، ولذا قال عنه أبو حاتم: "كذاب كان يفتعل الأحاديث، ويضعها في كتب ابن أبي مريم، وأبي صالح، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنه من فعله" (٣). وكان هذا يتلاعب بالأحاديث، ومن تلاعبه أنه جعل أحاديث الليث بن سعد إذا كانت عن الزهري، عن ابن عمر؛ أدخل سالمًا، وإذا كانت عن الزهري عن عائشة؛ أدخل عروة (٤). . . أقول: عند الله تلتقي يا خالدٌ وخصومك.

قال ابن الملقن: "فتحصلنا على خمس مقالات في هذا الحديث للحفاظ:

إحداها: أنَّه حسن غريب، قاله الترمذي.

ثانيها: أنَّه محفوظ صحيح، قاله ابن حبان والبيهقي.

ثالثها: أنه منكر قاله أبو داود.


(١) انظر: " تاريخ بغداد " ١٢/ ٤٦٦ وفي ط. الغرب ١٤/ ٤٨٤.
(٢) " سير أعلام النبلاء " ١١/ ٢٣ - ٢٤.
(٣) " الجرح والتعديل " ٣/ ٣٥٠ (١٦٠٥).
(٤) انظر: " ضعفاء العقيلي " ٢/ ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>