كتاب الجامع في العلل والفوائد

النوع الثالث من أنواع علل الإسناد التفرد - مثال للتفرد - ج: 2 - ص: 211

وروي هذا الحديث عن أنس من غير طريق ثابت، ولا يصح أيضًا.

فأخرجه: ابن عدي في "الكامل" ٣/ ٤٨٧ - ٤٨٨ من طريق خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس. وهذا إسناد ضعيف؛ فيه خليد بن دعلج، إذ قال عنه يحيى بن معين في تاريخه (٥١٥٠) برواية الدوري: "ليس بشيء"، وقال النسائي في "الضعفاء والمتروكون" (١٧٥): "ليس بثقة"، وقال ابن حبان في "المجروحين" ١/ ٢٨٥: "كان كثيرَ الخطأ فيما يروي عن قتادة وغيره".

وروي عن أنس من طريق آخر.

فأخرجه: أبو الشيخ في "الأمثال" (٣٣١)، والخطيب في "تاريخ بغداد" ١١/ ١١٣ وفي ط. الغرب ١٢/ ٤١٥، وابن عبد البر في "التمهيد" ٧/ ٣٥٥، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٦/ ١٣ من طرق عن محمد بن المغيرة، عن هشام بن عبيد الله الرازي (١)، عن مالك، عن الزهري، عن أنس.

هذا إسناد ضعيف، فيه هشام بن عبيد الله الرازي، فقد قال ابن حبان في "المجروحين" ٣/ ٩: "كان يهم في الروايات ويخطئ إذا روى عن الأثبات"، وقال الدارقطني فيما نقله ابن حجر في "تهذيب التهذيب" ١١/ ٤٤: "أنَّه تفرد بحديث مالك، وأنه وهمَ فيه فدخل عليه حديث في حديث"، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" ٤/ ٣٠١ عقب ذكره هذا الحديث وحديثًا آخر: "كلاهما باطلان".

وأخرجه: الخطيب في "تاريخ بغداد" ١١/ ١١٣ وفي ط. الغرب ١٢/ ٤١٥ من طريق عبد الجبار بن أحمد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق أبو العباس نزيل حلب، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا يحيى بن حسّان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان الثوري، قال: حدثنا مالك، عن الزهري، عن أنس.

---

(١) ورد في الأمثال لأبي الشيخ: «هشام بن بلال» وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من مصادر التخريج.