للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: هذا إسناد معلول إذ انقلب السند على عبد الجبار بن أحمد، إذ قال الخطيب عقبه: "وقد انقلب على عبد الجبار هذان الحديثان، والصواب في الحديث الأول، عن هشام بن عبيد الله، عن مالك، عن الزهري، عن أنس" (١).

فإنَّ إسناد هذا الحديث يروى به حديثٌ في تفسير قوله تعالى: ﴿وَتُعَزِّرُوهُ (٢)﴾ … [الفتح: ٩] وأما إسناد حديث: "مثلُ أمتي" فإنَّه يرويه هشام بن عبيد الله الرازي، قال حدثنا مالكٌ، عن الزهريِّ، عن أنس.

ثم خرج الخطيب إسناد هشام بن عبيد الله، عن مالك.

وهذا الحديث له علة عجيبة، وقد انقلب إسناده مرتين، وذلك أنَّ الخطيب ذكر أنَّ هذا الحديث انقلب إسناده على عبد الجبار بن أحمد وقد تقدم، وأيضًا أُعلَّ الحديث بانقلابه على هشام بن عبيد الله الرازي، قال الحافظ في "لسان الميزان" (٨٢٦٤): "وأما الخبر الذي أورده له -يعني ابن حبان- عن مالك فقد ذكر الدارقطني في "الغرائب" أنَّه تفرد به عن مالك وأنَّه وهم فيه ودخل عليه حديث في حديث".

قال ابن حبان في "المجروحين" ٣/ ٩٠: "لم يصح من غير حديث الزهري".

وروي من حديث عمار بن ياسر من عدة طرق.

فأخرجه: الطيالسي (٦٤٧) من طريق عمران، عن قتادة، قال: حدثنا صاحب لنا، عن عمار بن ياسر، به.

وهذا إسناد معلول بعلتين: الأولى: أنَّ عمران -وهو القطان- ضعيف، إذ قال يحيى بن معين في تاريخه (٣٦٨٧) برواية الدوري: "ليس بشيء"، وقال النَّسائيُّ في "الضعفاء والمتروكون" (٤٧٨): "ضعيف"، وقال ابن حجر في


(١) علق الدكتور بشار في هذا الموضع فقال: «إنما أراد الحديث الأخير، كما هو واضح من سياقته» وهو حديثنا هذا.
(٢) انظر: " تاريخ بغداد " ١٢/ ٤١٦ ط. الغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>