للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضبط، وسلوك المجرة، مثاله ما رواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، قال: إنَّ امرأةً (١) جاءتِ النَّبيَّ فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، سكنّا دارنا هذهِ، ونحنُ ذوو وفرةٍ، فأصْبحنا وساءَ ذاتُ بَيْننا، فاختلفْنا، فقال: «بيِعُوها، أو ذَروها وهي ذميمةٌ» (٢).

أخرجه: البزار كما في " كشف الأستار " (٣٠٥١)، وابن خزيمة كما في " الذيل " (٣) (٣١٢٦) بتحقيقي من طريق صالح بن أبي الأخضر، بهذا الإسناد.

وهذا إسناد ضعيف، وعلته صالح بن أبي الأخضر فهو ضعيف خاصة في روايته عن الزهري، إذ قال عنه يحيى بن معين في " تاريخه " (١١) برواية الدارمي: «ليس بشيء في الزهري»، وقال عنه البخاري في " الضعفاء الصغير " (١٦٤): «عن الزهري لين»، ونقل المزي في " تهذيب الكمال " ٣/ ٤١٩ (٢٧٨١) عن عمرو بن علي، قال: «سمعت معاذ بن معاذ وذكر صالح بن أبي الأخضر، فقال: سمعته يقول: سمعت منَ الزهري وقرأت عليه فلا أدري هذا من هذا. فقال يحيى وهو إلى جنبه: لو كان هذا هكذا كان جيداً، سمع وعرض، ولكنَّه سمع وعرض ووجد شيئاً مكتوباً، فقال: لا أدري هذا من هذا»، وقال عنه ابن حبان في " المجروحين " ١/ ٣٦٨: «يروي عن الزهري أشياء مقلوبة، روى عنه العراقيون اختلط عليه ما سمع من الزهري بما وجد عنده مكتوباً فلم يكن يميز هذا من ذاك».


(١) في رواية البزار: «إنَّ قوماً جاؤو … ».
(٢) قال الخَطّابي في " معالم السنن " ٤/ ٢١٩: «قد يحتمل أنْ يكون إنَّما أمرهم بتركها والتحول عنها، إبطالاً لما وقع في نفوسهم من أنْ المكروه إنَّما أصابهم بسبب الدار وسكناها، فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم، وزال ما كان خامرهم من الشبهة فيها، والله أعلم».
(٣) وهذا الحديث ليس من الأحاديث التي صححها ابن خزيمة، إذ إنَّ كل ما في الكتاب صحيح عنده إلا ما ضعّفه أو توقّف فيه أو ما صدَّر المتن على الإسناد، وهذا الحديث مما نص هو على ضعفه كما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>