تبين الآن أنَّ رواية صالح عن الزهري ضعيفة، وقد تفرّد بهذه الرواية الموصولة فوهم فيها.
قال البزار كما في " كشف الأستار " عقب (٣٠٥١): «أخطأ فيه عندي صالح، إنَّما يرويه الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن شداد، مرسلاً».
وقال ابن خزيمة كما في " الذيل " عقب (٣١٢٦): «وقد وهم صالح بن أبي الأخضر في هذا الحديث بهذا الإسناد».
وقال ابن عبد البر في " التمهيد " ٩/ ١٨٦: «لم يروه إلا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري وليس بالقوي في الزهري، وثقات أصحاب الزهري يروونه عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن
عبد الله بن شداد، عن النَّبيِّ ﷺ وهو مرسل».
أما الرواية المرسلة المشار إليها.
فأخرجها: معمر في " جامعه "(١٩٥٢٦)، ومن طريقه البيهقي ٨/ ١٤٠، ابن عبد البر في " التمهيد " ٩/ ١٨٦.
وأخرجها: ابن عبد البر في " التمهيد " ٩/ ١٨٦ من طريق سفيان بن عيينة.
كلاهما:(معمر، وابن عيينة) عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن شداد: أنَّ امرأةً من الأنصار قالت … مرسلاً.
وعلى هذا تكون رواية صالح منكرة؛ لمخالفته اثنين من الثقات، بل هما أوثق أصحاب الزهري. فتكون الرواية الراجحةُ لهذا الحديثِ المرسلةَ لاتفاق الحفّاظ عليها.
قال البيهقي عقبه:«هذا مرسل»، ورجح ابن حجر الرواية المرسلة في
"فتح الباري" ٦/ ٧٧ عقب (٢٨٥٩).
وقد اعترض ابن التركماني في " الجوهر النقي " على البيهقي - في قوله:«هذا مرسل» - فقال: «هذه المرأة - يعني: التي جاءت إلى النَّبيِّ ﷺ