للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماله في بلده، ولو لم ينشئ سفرا، وهو قول متأخري الحنفية (١).

[أدلة الأقوال]

[دليل القول الأول]

١ - أن السبيل هو الطريق، وابن السبيل الملازم للطريق، الكائِنُ فيها، كما يقال: ولد الليل، للذي يُكْثِر الخروج فيه (٢).

٢ - أنه لا يُفْهم من ابن السبيل إلا الغريبُ دون مَن هو في وطنه، ولو بلغت به الحاجة كل مبلغ، فوجب حمله على المتعارف عليه (٣).

دليل القول الثاني: قياس المنشئ للسفر على المجتاز، بجامع احتياج كل منهما لأهبة السفر (٤).

ويناقش: بأنه قياس مع الفارق؛ لأن ابن السبيل إنما أُعْطِيَ لإيصاله إلى بلده وماله وأهله، بخلاف المنشئ للسفر من وطنه إلى بلد آخر، فحاجته أقل من حاجة المنقطع عن بلده وماله.

دليل القول الثالث: أن الحاجة هي المعتبرة، وقد وُجِدَت؛ لأنه فقير يدًا، وإن كان مقيمًا، فألحق بالمسافر المنقطع عن ماله (٥).

ويناقش: بأن إلحاقه بالفقير إن تحققت حاجته أولى من إلحاقه بابن السبيل، لاختصاص ابن السبيل بوصف السفر والانقطاع عن الأهل والمال.


(١) ينظر: رد المحتار على الدر المختار ٢/ ٣٤٤.
(٢) ينظر: الشرح الكبير ٧/ ٢٥٣.
(٣) ينظر: الإشراف على نكت مسائل الخلاف ١/ ٤٢٢.
(٤) ينظر: تحفة المحتاج شرح المنهاج ٧/ ١٦٠.
(٥) ينظر: رد المحتار على الدر المختار ٢/ ٣٤٣.

<<  <   >  >>