للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أن يكون المنقول إليه قريبا محتاجا، وقد نص عليه الحنفية (١) واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية (٢)، وقد استدلوا لذلك بما جاء في فضل الصدقة على القريب المحتاج، ومن ذلك ما جاء في حديث زينب امرأة ابن مسعود (٣) أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تصدقن يا معشر النساء ولو من حليِّكن". قالت: فرجعتُ إلى عبد الله فقلت: إنك رجل خفيفُ ذاتِ اليد (٤)، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمرنا بالصدقة، فَأْتِه فاسأله، فإن كان ذلك يجزي عني، وإلا صرفتها إلى غيركم، قالت: فقال لي عبد الله: بل ائتيه أنتِ. قالت: فانطلقتُ، فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حاجتي حاجتها، قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أُلْقِيَتْ عليه المهابة، قالت: فخرج علينا بلال، فقلنا له: ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك: أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتامٍ في حجورهما؟ ولا تخبره مَنْ نحن، قالت: فدخل بلال على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هما؟ " فقال: امرأة من الأنصار، وزينب. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي الزيانب؟ " قال: امرأة عبد الله، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لهما أجران؛ أجر القرابة، وأجر الصدقة" (٥).


(١) ينظر: الجوهرة النيرة ١/ ١٣١.
(٢) ينظر: الإنصاف ٧/ ١٧١.
(٣) زينب امرأة ابن مسعود: اختلف في زينب فقيل أنها ريطة بنت عبد الله بن معاوية الثقفية، وقيل: زينب بنت عبد الله الثقفية، وقيل: زينب بنت أبي معاوية، وقيل: زينب بنت معاوية وهذا الذي أثبته ابن حجر، وهي بنت معاوية بن عتاب بن الأسعد بن غاضرة بن حطيط بن قسي، اشتُهِرت بواقعة الزكاة على الزوج المعسر، ولها أحاديث أخرى. [ينظر: الاستيعاب (٢/ ٩٧، ١٠٠)، الإصابة (١/ ٣٣)].
(٤) أي: فقيرًا قليل المال. لسان العرب (خ ف ف).
(٥) سبق تخريجه كتاب الزكاة باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين برقم: (١٠٠٠) وهذا لفظ مسلم.

<<  <   >  >>