للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهُوي -بالضم- الانحدار؛ كما في "القاموس" (١).

قال الزين بن المنير: رُويناه بالفتح، وضبطه بعضهم بالضم، والفتح أرجح (٢)، قال في "الفتح": وقع في روايتنا بالوجهين (٣).

(ثم) كان - صلى الله عليه وسلم -، (يكبر حين يرفع رأسه) من السجود، (ثم يكبر حين يسجد) السجدة الثانية؛ وذلك أنه لما شرع السجود بوصف التكرار، لم يكن بد من الفصل بين السجدتين؛ ففصل بينهما بركن مقصود، شمرع فيه من الدعاء ما يليق به، ويناسبه؛ وهو سؤال المغفرة -كما يأتي بيانه-، فجعل جلوس الفصل بين السجدتين محلاً لهذا الدعاء؛ لما تقدمه من حمد لله، والثناء عليه، والخضوع له، فكان هذا وسيلة للداعي، ومقدمة بين يدي حاجته، فجثا على ركبتيه؛ متمثلاً في خدمة مولاه، ملقياً نفسه الأمارة بالسوء بين يديه، راغباً فيما لديه، راهباً مما جنى عليها، معتذراً إليه (٤).

(ثم يكبر حين يرفع رأسه) من السجدة الثانية، (ثم) كان - صلى الله عليه وسلم -، (يفعل) مثل (ذلك)؛ يعني: أنه يكبر، عند ابتداء كل ركوع، وعند الرفع منه، وعند ابتداء كل سجود، وعند الرفع منه، فيكون التكبير مقارناً لأول ذلك الفعل؛ من الانتقالات من حال إلى أخرى.

(في صلاته) فرضاً كانت، أو نفلاً، جماعة، أو لا؛ ولهذا قال: (كُلِّها) تأكيداً، ليفيد الشمول والإحاطة بسائر صلاته - صلى الله عليه وسلم -، ([حتَّى يقضيَه]).


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ١٧٣٥)، (مادة: هوي).
(٢) في "الفتح" (٢/ ٢٩١)، وعنه نقل الشارح -رحمه الله-: "قال ابن التين" بدل "الزين بن المنير".
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٢٩١).
(٤) انظر: "صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - " لابن القيم (ص: ٢١٢ - ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>