للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا الحديث دليل على: أن الاعتدال عن الركوع ركن طويل.

قال الإمام ابن القيم في "صفة صلاته - صلى الله عليه وسلم - ": كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطيل هذا الركن، حتى يقول القائل: قد نسي (١)، وقد صرح بذلك في حديث أنس - رضي الله عنه - الآتي؛ فلا يسوغ العدول عنه لدليل ضعيف؛ وهو قولهم: لم يسن فيه تكرير التسبيحات؛ كالركوع، والسجود، ووجه ضعفه: على أنه قياس في مقابلة النص؛ فهو فاسد.

وأيضاً: فالذكر المشروع في الاعتدال أطولُ من الذكر المشروع في الركوع؛ فتكرير قوله: "سبحان ربي العظيم"، ثلاثاً، لا يجيء قدر قوله: "اللهم ربنا لك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه".

وقد ذكر في الاعتدال ذكرٌ أطولُ من هذا؛ كما في "صحيح مسلم"، من حديث عبد الله بن أبي أوفى، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عباس- رضي الله عنهم -، بعد قوله: "حمداً كثيراً طيباً، ملء السموات، وملء الأرض"؛ كما تقدم.

زاد في حديث ابن أبي أوفى: "اللهم طهرني بالثلج، والبرد، والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا؛ كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ" (٢)، وتقدم بعض ذلك (٣).

وفي "صفة صلاته - صلى الله عليه وسلم - " لابن القيم، بعد قوله: "وملء ما شئت من شيء بعد": "أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد"،


(١) انظر: "صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - " لابن القيم (ص: ٢٣٥).
(٢) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (٤٧٦).
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٢٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>