للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن) أبي عبد اللَّه -وقيل: أبي عبد الرحمن- (جابر بن عبد اللَّه) بن عمرو بن حَرام، الأنصاريِّ الخزرجيِّ؛ وهو وأبوه صحابيان (-رضي اللَّه عن هـ) ـما-، وتقدمت ترجمته.

قال: (إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لمعاذ) بن جبل -رضي اللَّه عنه- في قصة إطالته في الصلاة، وانصراف الرجل، وشكايته إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما يأتي قريبًا، إن شاء اللَّه تعالى-: (فلولا صليت)؛ أي: قرأت في صلاتك (بـ) سورة: ({سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}) بعد الفاتحة، (و) سورة ({وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا})، (و) سورة ({وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى})، زاد عبد الرزاق: {وَالضُّحَى} (١).

وعلل -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك بقوله: (فإنه يصلي وراءك: الكبير، والضعيف، وذو الحاجة).

ولم يعين في هذه الرواية في أي الصلاة قيل له ذلك، وقد عرف أن صلاة العشاء الآخرة طوَّل فيها معاذ بقومه -كما يأتي-، فيدل ذلك على: استحباب قراءة هذا القدر في العشاء الآخرة، ومن الحسن قراءة هذه السور بعينها فيها؛ وكذلك كل ما ورد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من هذه القراءة المختلفة، فينبغي أن يفعل، ولقد أحسن من قال من العلماء: اعمل بالحديث، ولو مرة، تكن من أهله (٢).


= شرح العمدة" لابن العطار (١/ ٥١٩)، و"فتح الباري" لابن رجب (٤/ ٢١٧)، وطرح "التثريب" للعراقي (٢/ ٢٧٢)، و"فتح الباري" لابن حجر (٢/ ١٩٣)، و"عمدة القاري" للعيني (٥/ ٢٤٣)، و"سبل السلام" للصنعاني (٢/ ٢٥)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٣/ ٢٠٥).
(١) رواه عبد الرازق في "المصنف" (٣٧٢٥).
(٢) روى الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٢/ ١٦٥)، عن عمرو بن قيس الملائي، قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>