للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ويتخير بعد ذلك من المسألة ما شاء" (١)، ولعله يترجح كونه فيما بعد التشهد؛ لظهور العناية بتعليم دعاء مخصوص في هذا المحل، انتهى (٢).

ونازعه الفاكهاني، فقال: الأولى الجمع بينهما في المحلين المذكورين؛ أي: السجود والتشهد.

وقال النووي: استدلال البخاري صحيح؛ لأن قوله: "في صلاتي" يعم جميعها، ومن مظانه هذا الموطن (٣)؛ يعني: بعد التشهد.

قال في "الفتح": ويحتمل أن يكون سؤال أبي بكر عن ذلك كان عند قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- لما علمهم التشهد: "ثم ليتخير من الدعاء ما شاء" (٤)، ومن ثم أعقب البخاري الترجمة بالترجمة؛ أي: والى بين ترجمة الدعاء قبل السلام؛ أي: بعد التشهد، وترجمة ما يتخير من الدعاء بعد التشهد، انتهى (٥).

وهذا ظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية: من كون محل هذا الدعاء عقب التشهد، واللَّه أعلم (٦).

(إني ظلمت نفسي)؛ أي: بملابسة ما يستوجب العقوبة، أو ينقص الحظ.

وفيه: أن الإنسان لا يعرى عن تقصير، ولو كان صديقًا (٧)، والظلم:


(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٧٧ - ٧٨).
(٣) انظر: "الأذكار" للنووي (ص: ١٠٧).
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٢٠).
(٦) انظر: "الفتاوى المصرية الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ٢٠٢).
(٧) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>