للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه: المبادرة إلى امتثال السنن، وإشاعتها، والاعتناء بها (١).

وزعم بعضهم: أن معاوية -رضي اللَّه عنه- كان قد سمع الحديث المذكور، وإنما أراد استثبات المغيرة، واحتج بما في "الموطأ"، من وجه آخر عن معاوية: أنه كان يقول على المنبر: أيها الناس! إنه لا مانع لما أعطى اللَّه، ولا معطي لما منع، ولا ينفع ذا الجد منه الجد، من يرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين، ثم يقول: سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على هذه الأعواد (٢).

فائدة: اشتهر على الألسنة في هذا الذكر المذكور زيادة: "ولا راد لما قضيت"، وهي في "مسند عبد بن حميد"، ولكن حذف قوله: "ولا معطي لما منعت" (٣)، ووقع عند الطبراني تامًا من وجه (٤).

ووقع عند الإمام أحمد، والنسائي، وابن خزيمة؛ من طريق هشيم، عن عبد الملك بالإسناد، أنه: كان يقول الذكر المذكور ثلاث مرات (٥).

تتمة: روى الترمذي، وغيره، وقال: حسن صحيح، من حديث أبي ذر -رضي اللَّه عنه-، مرفوعًا: "من قال في دبر صلاة الفجر، وهو ثانٍ


(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٣٣).
(٢) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٠٠)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٩٣).
(٣) رواه عبد بن حميد في "مسنده" (٣٩١)، من طريق عبد الرزاق في "المصنف" (١٩٦٣٨).
(٤) الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ١٣٣)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٩٨١).
(٥) الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢٥٠)، والنسائي (١٣٤٣)، كتاب: السهو، باب: كم مرة يقول ذلك، وابن خزيمة في "صحيحه" (٧٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>