للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعضهم: "غسل" معناه: غسل الرأس خاصة، وإلى هذا ذهب مكحول.

و"اغتسل" معناه: غسل سائر الجسد.

وزعم بعضهم: أن قوله: "غسل" معناه: أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة؛ ليكون أملك لنفسه، وأحفظ في طريقه لنظره.

وقوله: "وبكر وابتكر" زعم بعضهم: أن معنى "بكر": أدرك باكورة الخطبة، وهي أولها، ومعنى "وابتكر": قدم في الوقت.

وقال ابن الأنباري: معنى "بكر": تصدق قبل خروجه، وتأول في ذلك ما روي في الحديث: "باكروا بالصدقة؛ فإن البلاء لا يتخطاها" (١).

وقال الحافظ أبو بكر بن خزيمة: من قال في الخبر: "غسل واغتسل" -يعني: بالتشديد- معناه: جامع، فأوجب الغسل على زوجته أو أمته، واغتسل، ومن قال بالتخفيف: أراد غسل رأسه، واغتسل، فغسل سائر جسده؛ لخبر طاوس، عن ابن عباس، قال: قلت لابن عباس: زعموا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اغتسلوا يوم الجمعة، واغسلوا رؤوسكم، وإن لم تكونوا جنبًا، ومسوا من الطيب"، قال ابن عباس: أما الطيب، فلا أدري، وأما الغسل فنعم (٢)، واللَّه أعلم.

* * *


(١) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٣/ ٢٤٨)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣٣٥٣)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٩/ ٣٣٩)، والديملي في "مسند الفردوس" (٢٠٧٩)، عن أنس -رضي اللَّه عنه-. ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٥٦٤٣)، عن علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-. انظر: "معالم السنن" للخطابي (١/ ١٠٨).
(٢) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (١٧٥٩)، وكذا البخاري (٨٤٤)، كتاب: الجمعة، باب: الدهن للجمعة، وانظر: "صحيح ابن خزيمة" (٣/ ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>