للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصلون لكل آية [ما] أحبوا، ركعتين أم أكثر، كسائر الصلوات (١).

(وإنهما)؛ أي: الشمس والقمر (لا ينكسفان لموت أحد من الناس). في هذا رد على ما كانت عليه الجاهلية، من اعتقادهم أن الشمس والقمر ينكسمفان لموت العظماء (٢)، وردع لمن قال لما مات إبراهيمُ بنُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، واتفق أن الشمس انكسفت في ذلك اليوم، فقال الناس: إنما كسفت لموت إبراهيم -عليه السلام-، فقام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر الحديث، زاد مسلم: "ولا لحياته" (٣).

(فإذا رأيتم) -معشر الأمة- (منها)؛ أي: الآيات التي يخوف اللَّه بها العباد (شيئًا) هذا يعم كل آية تخويف، كما قدمنا، (فصلوا) لذلك صلاة مثل صلاتي التي صليتها، أو صلوا صلاة ما، (وادعوا) اللَّه -سبحانه وتعالى-، وأنيبوا إليه؛ فإن ذهاب نور أحد النيرين (٤) إنما نشأ عن أثر غضبه سبحانه، فاللائق بكم أن تتضرعوا بأكف الافتقار، وتبتهلوا إلى الحليم الغفار، العزيز الجبار، القدير القهار، ويستمر هذا منكم (حتى ينكشف)؛ أي: ينجلي (ما بكم) من ذهاب نور أحد النيرين، ويعود له نوره الذي أودعه اللَّه فيه مصلحة للعالم، هذا لفظ الإمام مسلم في "صحيحه"، والحديث متفق عليه من حديث أبي مسعود البدري -رضي اللَّه عنه-.

وفي لفظ آخر: "إن الشمس والقمر ليس ينكسفان لموت أحد من


(١) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٢/ ١٢٢ - ١٢٣).
(٢) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ١٣٧).
(٣) تقدم تخريجه، لكن من رواية البخاري برقم (١٠٠٨)، دون مسلم؛ إذ لم يخرج مسلم هذه الزيادة من حديث أبي مسعود -رضي اللَّه عنه-.
(٤) في الأصل: "النيران".

<<  <  ج: ص:  >  >>