للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي دار الإمارة، قال ابن قرقول: وهذا محتمل؛ لأنها صارت لأمير المدينة، واللَّه أعلم (١).

والرجل الداخل للمسجد (ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قائم) على المنبر (يخطب) خطبة الجمعة، هو: مرة بن كعب، وذكر بعضهم: أنه العباس، وهو مردود منكر؛ فإن في بعض الروايات في "الصحيحين"، وغيرهما: جاء أعرابي (٢)، وفي بعضها: أتى رجل أعرابي من أهل البدو (٣)، والعباس لا يقال فيه ذلك، ويبعد تعدد القضية.

على أن في بعض طرق البخاري: فقام الناس، فصاحوا، فقالوا: يا رسول اللَّه! ... الحديث (٤)، وهو ظاهر في التعدد، ويمكن الجمع: بأن الرجل ابتدأ أولًا بالسؤال، ثم تابعه الناس.

وفي "شرح البخاري" لابن التين: قوله: فقام الناس، إن كان محفوظًا، فقد تكلم الرجل، ثم صاحوا، ويحتمل أن يعني بالناس للرجل، لأنه متكلم عنهم، وهم حضور، أو لعلهم صاحوا وتكلم عنهم، انتهى (٥).

(فاستقبل) الرجل (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) حال كونه (قائمًا، ثم قال) ليس معنى "ثم" هنا للتراخي، بك لمجرد الترتيب: (يا رسول اللَّه! هلكت الأموال) الحيوانية، وكذا النباتية؛ من الجدب الناشىء عن قلة المطر، (وانقطعت السبل) جمع سبيل؛ أي: الطرق، لعدم السالكين فيها؛ لشدة هزال


(١) وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٢٦٥، ٢/ ١٩٠).
(٢) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٨٩٧)، وعند مسلم برقم (٨٩٧/ ١٢).
(٣) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٩٨٣).
(٤) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٩٧٥).
(٥) وانظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٥٠١ - ٥٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>