للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون معنى "بمجاديح"؛ أي: بما تحلب به السماء من الدعاء والاستغفار.

الثالث: يستحب أن يدعو بدعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ كما في حديث عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما- كما عند أبي داود: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا استسقى، قال: "اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريًا غدقًا مجللًا سَحًّا عامًا طبقًا دائمًا، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والجهد والضنك، ما لا نشكوه إلّا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع، وأَدِرَّ لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنزل علينا من بركاتك، اللهم ادفع عنا الجهد والجوع والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه عنا غيرك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا" (١).

وروي من حديث جابر -رضي اللَّه عنه-: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريًا مَريعًا نافعًا غير ضار عاجلًا غيرآجل" (٢).


(١) كذا عزاه الشيخ ابنُ أبي عمر المقدسي في "شرح المقنع" (٢/ ٢٩١)، وعنه نقل الشارح عزوه إلى أبي داود، وهو ذهول عجيب، إذ لم يروه أبو داود في "سننه" بهذا السياق، قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٢/ ٩٩): ذكره -أي: هذا السياق- الشافعيُّ في "الأم" (١/ ٢٥١) تعليقًا، فقال: وروي عن سالم، عن أبيه، فذكره. ولم نقف له على إسناد، ولا وصله البيهقي في مصنفاته، بل رواه في "المعرفة"، من طريق الشافعي. قال: ويروى عن سالم، به. ثم قال: وقد روينا بعض هذه الألفاظ، وبعض معانيها في حديث أنس بن مالك، وفي حديث جابر، وفي حديث عبد اللَّه بن جراد، وفي حديث كعب بن مرة، وفي حديث غيرهم، ثم ساقها بأسانيده، انتهى.
(٢) رواه أبو داود (١١٦٩)، كتاب: الصلاة، باب: رفع اليدين في الاستسقاء، وعبد بن حميد في "مسنده" (١١٢٥)، والحاكم في "المستدرك" (١٢٢٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٣٥٥)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>