للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قال) -عليه الصلاة والسلام-: (فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرينِ متتابعين؟ قال: لا).

وفي حديث سعد: قال: لا أقدر (١).

وفي رواية عند البزار: وهل لقيتُ ما لقيتُ إلا من الصيام؟ (٢)

وفي بعض الألفاظ: وهل أُتيتُ إلا من الصوم؟ (٣)

واعلم أنه لا إشكال في الانتقال من الصوم إلى الإطعام، إلا أن قوله -كما في بعض الروايات-: وهل أُتيت إلا من الصوم يقتضي أن عدم استطاعته للصوم بسبب شدة الشبق، وعدم الصبر في الصوم عن الوقاع، فنشأ من هذا خلاف من أن هذا هل يكون عذرًا مرخصًا في الانتقال من الصيام إلى الإطعام في حق من هو كذلك -أعني: شديد الشبق-؟ الظاهر (٤): نعم.

(قال) -صلى اللَّه عليه وسلم-: (فهل تجد إطعام ستين مسكينًا؟ قال: لا).

والمسكينُ مأخوذٌ من السُّكون؛ لأن المُعدم ساكنُ الحال عن أمور الدنيا، والمراد به هنا: يشمل الفقير، وإن كان معتمد المذهب (٥): أن الفقيرَ أشدُّ حاجةً من المسكين؛ لأنه لم يجد نصفَ الكفاية، والمسكينُ مَنْ


(١) رواه البزار في "مسنده" (١١٠٧)، عن سعد بن أبي وقاص -رضي اللَّه عنه-.
(٢) انظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (٢/ ٢٠٧)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٧٧). وقد رواه أَبو داود (٢٢١٣)، كما تقدم من حديث سلمة بن صخر، من طريق ابن اسحاق أيضًا بلفظ: "وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام".
(٣) هذا اللفظ لا يعرف، كما قاله ابن الصلاح، انظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (٢/ ٢٠٧)، وانظر: ما تقدم من اللفظين السابقين.
(٤) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٢١٦).
(٥) انظر: "المغني" لابن قدامة (٦/ ٣٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>