للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإقامةُ بالمكان، يقال: ألبيت ولبيت به: إذا أقمت به، أي: إقامةً على إجابتك بعدَ إقامة (١).

والكاف للإضافة، وقيل: ليس هنا إضافة، والكافُ حرفُ خطاب، (٢) ومعناه كما في "القاموس"، أي: أنا مقيم على طاعتك إلبابًا بعدَ إلباب، وإجابة بعدَ إجابة، أو معناه: اتجاهي وقصدي لك؛ من: داري تَلُبُّ داره؛ أي: تواجهها، أو معناه: محبتي لك؛ من قولهم: امرأة لَبَّةٌ: مُحِبَّةٌ لزوجِها (٣).

وقال ابن عبد البر: معنى التلبية: إجابة للَّه فيما فرض عليهم من حَجِّ بيته، والإقامةِ على طاعته، فالمحرمُ بتلبيته مستجيبٌ لدعاء اللَّه إياه في إيجاب الحجِّ عليه.

قيل: هي إجابة لقوله تعالى للخليل إبراهيم -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: ٢٧]؛ أي: بدعوة الحج، والأمر به (٤).

قال الإمام الحافظ ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن": أصلُ التلبية: الإجابةُ لنداء الخليل -عليه السلام-، ثم ذكر بسنده عن مجاهد، قال: لما قيل لإبراهيم: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: ٢٧]، قال: يا رب! كيف أقول؟ [قال:] قل: يا أيها الناس! أجيبوا ربكم، فصعِد الجبل، فنادى: يا أيها الناس! أجيبوا ربكم، فأجابوه: لبيك اللهمَّ لبيك، فكان هذا أولَ التلبية (٥).


(١) انظر: "المطلع على أبواب المقنع" لابن أبي الفتح (ص: ١٦٩).
(٢) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ١١٤).
(٣) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ١٧٠)، (مادة: لبب).
(٤) انظر: "الاستذكار" (٤/ ٤٥)، و"التمهيد" كلاهما لابن عبد البر (١٥/ ١٣٠).
(٥) انظر: "مثير العزم الساكن" لابن الجوزي (ص: ٨١ - ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>