للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كمصافحةِ الملوكِ للبيعة، [وتقبيل] (١) المملوكِ يدَ المالك (٢). وتقدَّم الكلامُ على ذلك في الحديث الرّابع.

وأما حديث ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما-: أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبّل الرُّكن اليمانيَ، ووضع خَدَّه عليه، رواه جماعة، منهم: ابنُ المنذر، والحاكم، وصحّحَه، فضعَّفه الحذّاقُ من حُفّاظ المحدّثين (٣).

فائدة:

عن حُميدِ بنِ أبي سوية، قال: سمعتُ ابنَ هشامٍ يسأل عطاءَ بنَ أبي رَباح عن الرُّكن اليماني وهو يطوفُ بالبيت، فقال عطاء: حدّثني أبو هريرة -رضي اللَّه عنه-: أنَّ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "وُكِّل بِهِ سبعونَ مَلَكًا، فَمَنْ قالَ: اللهمَّ إِنّي أسألُكَ العَفْوَ والعافيةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ، رَبَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النّار، قالوا: آمين".

فلمّا بلغَ الرُّكْنَ الأسودَ، قال: يا أبا محمد! ما بلغك في هذا الرُّكن الأسودِ؟ فقال عَطاء: حَدَّثني أبو هريرةَ -رضي اللَّه عنه-: أنه سمعَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "مَنْ فَاوضَه فإنما يفاوضُ يدَ الرَّحْمَنِ".

قال له ابن هشام: يا أبا محمد! فالطّواف؟ قال عطاء: حدّثني أبو هريرة -رضي اللَّه عنه-: أنّه سمعَ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالَ: "مَنْ طَافَ بِالبيتِ سَبْعًا، ولا يتكلَّمُ إلّا بسبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللَّه، مُحِيَتْ عنهُ عشرُ سيئات، وكتبَ له عشرُ حَسناتٍ، ورُفِعَ


(١) في الأصل: "ويقبل" والصواب ما أثبت.
(٢) انظر: "مثير العزم الساكن" لابن الجوزي (ص: ١٤٧).
(٣) رواه الحاكم في "المستدرك" (١٦٧٥)، وكذا ابن خزيمة في "صحيحه" (٢٧٢٧)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٣/ ٣٩٨)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>