للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عروةُ: سُئل أسامةُ (وأنا جالس) معه، أو عنده، والواو للحال: (كيفَ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يسير) في حجة الوداع (حينَ دفعَ؟)؛ أي: انصرف من عرفة إلى المزدلفة، وسُمي دفعًا، لازدحامهم إذا انصرفوا، فيدفع بعضهم بعضًا (١).

(قال) أسامة - رضي الله عنه -: (كان) - صلى الله عليه وسلم - (يسيرُ العَنَقَ) العَنَقَ -بفتح العين والنون- منصوبٌ على المصدرية انتصابَ القَهْقَرى في قولهم: رجعَ القهقرى، أو التقدير: يسير السير العنق، وهو السيرُ بينَ الإبطاء والإسراع، (٢) يقال: أَعْنَقَ يُعْنِقُ إِعناقًا -بكسر الهمزة-، فهو مُعْنِق، والاسمُ: العَنَق -بالتحريك- (٣)، (فإذا وَجَدَ) - صلى الله عليه وسلم - (فَجوةً) -بفتح الفاء وسكون الجيم-؛ أي: متسعًا.

وفي البخاري: قال أبو عبد الله -يعني: نفسه-: فجوة: متسع، يريد: المكان الخالي عن المارة، والجمعُ فَجَوات، وفِجاء -بكسر الفاء والمد-، وكذلك رَكوة -بفتح الراء-، ورِكاء -بكسرها مع المد- (٤).


= للبخاري (٢/ ٢٠)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٢/ ٢٨٣)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٢)، و"المستدرك" للحاكم (٣/ ٦٨٨)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (١/ ٧٥)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٨/ ٤٦)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (١/ ٥٢١)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (١/ ١٩٤)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ١٢٥)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢/ ٣٣٨)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٤٩٦)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (١/ ٣٩).
(١) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٢٠١).
(٢) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ٣١٠).
(٤) انظر: "صحيح البخاري" (٢/ ٦٠٠)، عقب حديث (١٥٨٣) المتقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>