للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض الكتب المتضمنة لمخالفات شرعية على بعض مشايخ عصره (١).

وعلى أي حال، فالإمام السفاريني - رحمه الله - إمام محبٌّ للسلف الصالح، سائر على طريقهم، مقتفٍ لآثارهم، وعليه مؤاخذاتٌ فيما نُبِّه عليه، مما لا تَحُطُّ من قدره أو علمه، وإنما على المرء التنبهُ إليها؛ لتحصل بركةُ الانتفاع المرجوة من علوم هذا الإِمام القدير، والعصمة لله وحده.

* أما مذهبه في الفروع: فقد كان - رحمه الله - حنبليَّ المذهب، كما كان حنبليَّ الاعتقاد، فقد كان مُحباً للإمام أحمد - رحمه الله -، وقد ترجم له تراجمَ مطوَّلَةً في أكثرَ من كتاب من كتبه (٢)، وكان مُكثراً من نُقول مذهب الحنابلة في سائر كتبه، ولا يخرج عن المذهب أبدًا، وهو القائل: [من الكامل]

مالي إليكَ وسيلةٌ إلا الرَّجا ... وجميلُ عفوِكَ ثمَّ إني حنبلي (٣)

ولم يكن - رحمه الله - يشنع على المخالفين لمذهبه، أو يقوده تعصبٌ


(١) فقد قرأ على الشيخ عبد السلام بن محمد الكاملي شيئًا من "رسائل إخوان الصفا"، كما ذكر هو في "إجازة الزبيدي" (ص: ١٧٦)، وكذا تلميذه الزبيدي في "المعجم المختص" (ص: ٦٤٣). وقد نبه العلماء المحققون، منهم: شيخ الإِسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه على ما حوته هذه الرسائل من مخالفات شرعية كبيرة، وأمور عظام لم يعهدها سلف هذه الأمة، والله الموعد.
(٢) فقد ترجم له - رحمه الله - في كتابه هذا: "كشف اللثام"، و"شرح ثلاثيات المسند"، و"غذاء الألباب شرح منظومة الآداب"، و"الذخائر لشرح منظومة الكبائر".
قال - رحمه الله - في كتابه "غذاء الألباب" (١/ ٢٣٦) بعد ذكره مطلباً في ذكر طرف من مناقب سيدنا الإِمام أحمد: "وإنما حلينا كتابنا هذا بطرف من ذكره ومناقبه ومآثره، لتحصل له بركة ذكره، فرضوان الله عليه، وأماتنا على طريقته وحبه، ببركة نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وآله وحزبه، إنه جواد كريم، رؤوف رحيم".
(٣) انظر: "النعت الأكمل" للغزي (ص: ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>