للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأثقال قد وُضِعت عنه، فوجد نشاطاً وراحةً وروحاً، حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها؛ لأنها قرة عينه، ونعيم روحه، وجنة قلبه، ومستراحه في الدنيا، فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها، فيستريح بها لا منها، فالمحبون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا، كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم - صلى الله عليه وسلم -: "يا بلال! أرحنا بالصلاة" (١)، ولم يقل: أرحنا منها (٢).

وسنرجع إلى شيءٍ من هذا في الصلاة - إن شاء الله تعالى -.

تنبيه:

وقع في رواية البخاري في الرقاق قال في آخر هذا الحديث: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تغتروا"؛ أي: فتستكثروا من الأعمال السيئة بناء على أن الصلاة تكفرها؛ فإن الصلاة التي تكفر بها الخطايا هي التي يقبلها الله تعالى، وأنَّى للعبد اطلاع على ذلك؟!

قلت: لفظ البخاري عن حمران: قال: أتيت عثمان بطهور وهو جالس على المقاعد، فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء، ثم قال: "من توضأ مثلَ هذا الوضوء، ثم أتى المسجدَ، فركعَ ركعتين، ثم جلسَ، غفر له ما تقدَّم من ذنبه". قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تغتروا" (٣).

* * *


(١) رواه أبو داود (٤٩٨٥)، كتاب: الأدب، باب: في صلاة العتمة، والإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٣٦٤)، عن رجل من الصحابة - رضي الله عنهم -.
(٢) نقلاً عن ابن القيم - رحمه الله - في "الوابل الصيِّب" (ص: ٣٥ - ٣٦).
(٣) تقدم تخريجه في حديث الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>