للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(عن عائشة) أُمَّ المؤمنين (- رضي الله عنها -): أنها (قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعجبُه التيمُّنُ)؛ أي: يحبه ويرضاه، وتعني بالتيمن: الابتداء باليمين، قيل: لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الفأل الحسن؛ إذ أصحاب اليمين أهل الجنة.

زاد البخاري من رواية شعبة: "ما استطاع"، فنبه على المحافظة على ذلك ما لم يمنع مانعٌ.

(في تنعُّلِه)؛ أي: في لبس نعله؛ بأن يبدأ بلبس رجله اليمنى للنعل.

(و) في (ترجُّلِه) وهو ترجيلُ شعره؛ أي: تسريحُه ودهنُه؛ بأن يبدأ بالشق الأيمن من رأسه، وكذا لحيته.

قال في "المشارق": رجَّل شعَره: إذا مشَّطه بماءٍ أو دُهنٍ لِيَلِين، ويرسل الثائر، ويمد المنقبض (١). زاد أبو داود من رواية شعبة: "وسِواكِه" (٢).

(و) في (طهوره) بأن يبدأ بغسل يده اليمنى قبل اليسرى، ورجله اليمنى كذلك، في الوضوء، وبالشق الأيمن في الغسل.

والبداءة باليمين من السنة المستحبة، وإن كنا نقول باعتبار الترتيب، إلا أن اليدين كالعضو الواحد، وكذا الرجلين، ومن ثم جُمعا في القرآن حيث قال - تعالى -: {وَأَيْدِيكُمْ} [المائدة: ٦] {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: ٦].


(١) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٢٨٢)، ونصُّه: رجَّل شعره، ورجَّل رأسه، ويرجل رأسه؛ أي: مشَّطه وأرسله، انتهى. وما ذكره الشارح هو من سياق ابن حجر في "فتح الباري" (١/ ٢٦٩). وانظر في مادة (رجل): "غريب الحديث" لابن قتيبة (١٢/ ٢٤١)، و"المُغرب" للمطرزي (١/ ٣٢٣)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٢/ ٢٠٣).
(٢) تقدم تخريجه في حديث الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>