للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لتكفأ) -بكسر اللام- تعليلًا لسؤال طلاقها، وهو بالهمز، من كفأتُ الإناءَ: إذا قلبتُه، وأفرغتُ ما فيه، وفي لفظ: "لِتَكْتَفِىءَ" (١). (ما في إنائها)، وهو -بالهمز أيضًا-، افتعال من كفأت الإناء، وكذا يكفأ، وهو -بفتح أوله، وسكون الكاف وبالهمز-، وجاء: أكفأت الإناء: إذا أملته، وهو في رواية ابن المسيب: "لِتُكْفِىءَ" (٢) -بضم أوله- من أَكفأت، وهو بمعنى أملته.

وفي رواية: "لتستفرغ صحفتها" (٣)، والمراد بالصحفة والإناء هنا: ما يحصل من الزوج من النفقة ونحوها (٤).

وفي "النهاية": الصحفة: إناء كالقصعة المبسوطة.

قال: وهذا مثل، يريد: الاستئثار عليها بحظها، فتكون كمن قلب إناء غيره في إنائه (٥).

وقال الطيبي: هذه استعارة مستملحة تمثيلية، شبه النصيب والبخت بالصحفة، وحظوظها وتمتعاتها بما يوضع في الإناء من الأطعمة اللذيذة، وشبه الافتراق المسبب عن الطلاق باستفراغ الإناء عن تلك الأطعمة، ثم أدخل المشبه في جنس المشبه به، واستعمل في المشبه ما كان مستعملًا في المشبه به (٦)، والله تعالى الموفق.


(١) رواه أبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (٤/ ٧٥). وانظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ٢٢٠).
(٢) رواه أبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (٤/ ٧٩).
(٣) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٤٨٥٧).
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ٢٢٠).
(٥) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ١٣).
(٦) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>