للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال - صلى الله عليه وسلم -: (فإذا أُتبع أحدكم)؛ أي: أُحيل، ولذا عدَّاه بـ: (على)، فقال: (على مليّ)، كغني لفظًا ومعنى، وفي رواية: مليء -بالهمز- والمشهور رواية ولغة إسكان المثناة من "أتْبع" (١)، ومن (فليتْبَعْ)، وهو على البناء للمجهول، مثل: إذا أُعلم فليعْلَم.

تقول: اتَّبعت الرجلَ بحقي أَتبعه تَباعة -بالفتح-: إذا طلبته (٢).

وقال القرطبي: أما أُتْبِع -بضم الهمزة وسكون التاء مبنيًّا لما لم يسمَّ فاعله-، فعند الجميع، أما فليتبع، فالأكثر على التخفيف، وقيده بعضهم يالتشديد، والأول أجود، انتهى (٣).

قال العلقمي: وما ادعاه من الاتفاق على أُتبع يرده قول الخطابي: إنَّ أكثر المحدثين بتشديد التاء، والصواب التخفيف (٤).

ومعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أُتبع فلْيتبع"؛ أي: من أُحيل، فلْيحتل، وقد رواه بهذا اللفظ الإمام أحمد، عن وكيع، عن سفيان الثَّوريُّ، عن أبي الزناد (٥).

وأخرج البيهقي مثله من طريق معلى بن منصور (٦).

ورواه ابن ماجه من طريق ابن عمر، بلفظ: "إذا أُحِلْتَ على مليءٍ، فاتَّبِعْه" (٧)، وهذا بتشديد التاء بلا خلافٍ.


(١) قاله النووي في "شرح مسلم" (١٠/ ٢٢٨).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٤/ ٤٦٥).
(٣) انظر: "المفهم" للقرطبي (٤/ ٤٣٩).
(٤) انظر: "غريب الحديث" للخطابي (١/ ٨٧).
(٥) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٤٦٣).
(٦) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٦/ ٧٠).
(٧) رواه ابن ماجه (٢٤٠٤)، كتاب: الصدقات، باب: الحوالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>