للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيهات:

الأول: قد نبهنا على أن ضبط الحافظ المصنف - رحمه الله تعالى - هو الذي صوبه الخطابي.

لكن قد صرح جماعةٌ من الأئمة، وأهل المعرفة: بأن "الباء" في لفظة "الخبث" ساكنةٌ، منهم: أبو عُبيدٍ (١)، إلا أنه يقال: إنَّ تركَ التخفيف أولى؛ لِئلا يُشتبه بالمصدر.

قال الحافظ ابن حجرٍ: ووقع في نسخة ابن عساكر -يعني: من "صحيح البخاري"-: قال أبو عبد الله -يعني: البخاري-: ويقال: الخبْث- بإسكان الموحدة -، فإن كانت مخففة من المحركة، فقد تقدم توجيهه، يعني: أنه جمعُ خبيثٍ لذكرانِ الشياطين، وإن كان بمعنى المفرد، فمعناه كما قال ابن الأعرابي: المكروه.

قال: فإن كان من الكلام، فهو الشتم، وإن كان من الملل، فهو الكفر، وإن كان من الشراب، فهو الضار. وعلى هذا؛ فالمراد بالخبائث: المعاصي، أو مطلق الأفعال المذمومة؛ ليحصل التناسب. قال: ولهذا وقع في رواية الترمذي وغيره: "أعوذ بالله من الخُبْث والخبيث، أو الخُبُث والخبائث" (٢) هكذا على الشك، الأول بالإسكان مع الإفراد، والثاني بالتحريك مع الجمع؛ أي: من الشيء المكروه، ومن الشيء المذموم، أو ذكران الشياطين وإناثهم، انتهى (٣).


(١) انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (٢/ ١٩٢).
(٢) تقدم تخريجه في حديث الباب.
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (١/ ٢٤٣ - ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>