للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه ابن ماجه (١)، وذكره الإمام أحمد (٢).

فقوله: "غُفرانَكَ" منصوبٌ على المفعولية بفعلٍ محذوفٍ، أي: أسألك غفرانَك، أو على المصدرية، أي: اغفرْ غفرانَكَ.

قال في "المطلع": معناه: اغفر لي تقصيري في شكر ما أنعمت به علي من الرزق ولذَّتِه وإساغتِه والانتفاعِ به، وتسهيلِ خروجه (٣).

وكان نوح - عليه السلام - يقول: "الحمدُ لله الذي أذاقَني لَذَّتَهُ، وأبقى فِيَّ منفعتَهُ، وأذهبَ عني أذاه" (٤).

وقيل: مِنْ تَرْكِ الذكر مُدَّةَ التخلِّي.

وقال في "شرح الوجيز": إنما شُرع له ذلك؛ لأن الخلاءَ مَظِنَّةُ الغفلةِ والوسواس، فاستُحِبَّ الاستغفارُ عقبَهُ.

الثالث: المراد بالخلاء: محلُّ قضاء الحاجة، حتى لو بال في نحو إناء، لكن إن كان قضاء الحاجة في الأمكنة المعدَّة لذلك يقول الذكرَ المشروع عند إرادة دخولها، وإلا، فيقوله عند الشروع في ذلك؛ كتشمير ثيابه، والله أعلم.

* * *


(١) رواه ابن ماجه (٣٠١)، كتاب: الطهارة، باب: ما يقول إذا خرج من الخلاء.
(٢) ذكر هذا شيخُ الإسلام ابن تيمية في "شرح العمدة" (١/ ١٣٩)، وعنه نقل الشارح، ولم أره في "مسند الإمام أحمد"، ولم ينسبه أحد من الحفاظ إليه، فالله أعلم.
(٣) انظر: "المطلع على أبواب المقنع" لابن أبي الفتح (ص: ١٢).
(٤) رواه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (١٢٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٤٦٩)، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعاً. وقد رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٣٧٠)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص: ٢٤)، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوله إذا خرج من الخلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>