للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قال) أبو أيوب (- رضي الله عنه -: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أَتيتم)، وفي رواية لهما، وللإمام أحمدَ وغيره: "إذا أتى أحدُكم" (١). (الغائطَ): أصله: المكانُ المطمئنُّ، كانوا ينتابونه للحاجة، فكنوا به عن نفس الحدث، كما يأتي في كلام الحافظ، وإنما فعلوا ذلك؛ كراهيةً لاسمه؛ لأن من عادة العرب التعفُّف في ألفاظها؛ واستعمالُ الكنايات في كلامها، وصونُ الألسنة بما تُصان الأسماعُ والأبصار عنه.

وقال بعضهم: كني [به] عن العَذِرة؛ كراهةً لذكرها بخاصِّ اسمها، فصار حقيقةً عرفية غلبت على الحقيقة اللغوية.

وقال ابن العربي: غلب هذا الاسم على الحاجة حتى صار فيها أعرفَ منه في مكانها، وهو أحد قسمي المجاز (٢).

(فلا تستقبلوا) وفي الرواية الأخرى: "فلا يستقبل" (٣) (القبلةَ) اللام فيها للعهد؛ أي: الكعبة، و (لا) ناهيةٌ.

(بغائطٍ) أراد به: الفضلةَ الخارجةَ من الدُّبر، فيكون استعمله في حقيقته، وهو المكان المقصود لقضاء الحاجة، ومجازه، وهو الفضلة الخارجة.


= ٢٢)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٤٦٩)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٨/ ٦٦)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٤٠٢)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (٨/ ٥٨)، و"الوافي بالوفيات" للصفدي (١٠/ ٣٧)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٢/ ٢٣٤)، و"تهذيب التهذيب" له أيضاً (٣/ ٧٩).
(١) تقدم تخريجه عندهما، وهي رواية للبخاري فقط دون مسلم، ورواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٤١٦).
(٢) انظر: "عارضة الأحوذي" لابن العربي المالكي (١/ ٢٤).
(٣) وهي عند البخاري فقط دون مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>