للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أحد المُكثرين؛ فإنه روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألف حديثٍ، وست مئة وستون حديثاً، اتفقا على خمسة وسبعين، وانفرد البخاري بمئةٍ وعشرة، ومسلم بتسعةٍ وأربعين، وهو أحد المفتين، والأئمةِ المتبوعين؛ فإنه كان له أتباعٌ يقولون بمذهبه - رضي الله عنه -.

مناقبه أكثرُ من أن تذكر، وأشهر من أن تشهر، وأزيد من أن تحصر.

توفي- رضوان الله عليه - بالطائف سنة ثمانٍ وستين في أيام ابن الزبير - رضي الله عنهم -، وهو ابن إحدى وسبعين سنةً، وكُفَّ [بصره] في آخر عمره، وهو القائل - رضي الله عنه -: [من البسيط]

إِنْ يَأْخُذِ اللهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُمَا ... فَفِي لِسَانِي وَقَلْبي مِنْهُمَا نُورُ

قَلْبِي ذَكِيٌّ وعَقْلِي غَيْرُ ذِي دَخَلٍ ... وَفِي فَمِي صَارمٌ كَالَسَّيْفِ مَشْهُورُ (١)

(قال) ابنُ عباسٍ - رضي الله عنهما -: (مَرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقَبْرَين)، وفي روايةٍ: "على قبرين" (٢)، (فقال) - عليه الصلاة والسلام -: (إنهما)، وفي


(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٢/ ٣٦٥)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٥/ ٣)، و"فضائل الصحابة" لعبد الله بن الإمام أحمد (٢/ ٩٤٩)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٢٠٧)، و"المستدرك" للحاكم (٣/ ٦١٤)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (١/ ٣١٤)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ٩٣٣)، و"تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي (١/ ١٧٣)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٢٩/ ٢٨٥)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٣/ ٢٩١)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ٢٥٨)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١٥/ ١٥٤)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٣٣١)، و"تذكرة الحفاظ" للذهبي أيضاً (١/ ٤٠)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (٨/ ٢٩٥)، و"الوافي بالوفيات" للصفدي (١٧/ ١٢١)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٤/ ١٤١)، و"تهذيب التهذيب" له أيضاً (٥/ ٢٤٢).
(٢) وهي رواية للبخاري ومسلم، وتقدم تخريجها في حديث الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>