للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبي - صلى الله عليه وسلم -): أنه (قال: لولا أن أشق) محل (أن أشقَّ) الرفعُ با لابتداء، والخبرُ محذوفٌ وجوباً؛ أي: لولا المشقة موجودةٌ (١)، أي: لولا مخافةُ وجودها (على أمتي) التي أجابتني، وأطاعتني، واتبعَتْ ما جئتُ به من الدين القويم.

(لأمرتهم بالسواك): أمرَ إيجاب؛ أي: باستعمالِ السواك إن أريد به الآلة، وقد يطلق على الفعل، فلا يفتقر إلى تقدير (٢).

وقال في "المغني": التقدير: لولا مخافُة أن أشق، لأمرتهم أمرَ إيجابٍ، وإلا، لانعكس معناه؛ إذ الممتنع المشقةُ، والموجود الأمرُ (٣).

وقال البيضاوي: "لولا": كلمةٌ تدل على انتفاء الشيء لثبوت غيره (٤).

قال القاضي (٥): والحق: أنها مركبة من "لو" الدالة على انتفاء الشيء لانتفاء غيره، و"لا" النافية، فدل الحديث على انتفاء الأمر بثبوت المشقة؛ لأن انتفاء النفي ثبوتٌ، فيكون الأمر منفياً لثبوت المشقة، انتهى (٦).

وقال ابن القيم في "البدائع": اعلم أنَّ "لو" حرف وضع للملازمة بين أمرين، يدل على أن الجزء الأول منهما: ملزوم، والثاني: لازمٌ، هذا وضع هذا الحرف وطبيعته، وموارده في هذه الملازمة أربعة: فإنه إما أن يلازم


(١) انظر: "عمدة القاري" للعيني (٦/ ١٨٠)، وفيض القدير "للمناوي" (٥/ ٣٣٩).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٧٥).
(٣) انظر: "مغني اللبيب" لابن هشام (ص: ٣٥٩).
(٤) انظر: "تفسير البيضاوي" (١/ ٣٣٦).
(٥) في الأصل: "العلقمي" والصواب ما أثبت، وهو من تتمة كلام القاضي البيضاوي، كما نقله الشارح من "الفتح".
(٦) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>