للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: قال سليمان بن داود -عليهما السلام-) تقدم ذكر داود -عليه السلام- في: أفضل الصيام، وأما سليمان -عليه أفضل الصلاة والسلام-، فلم يبلغ أحدٌ من الأنبياء ما بلغ ملكه، فإن الله سبحانه سخر له الإنس والجن والطير والوحش والريح، وآتاه ما لم يؤت أحدًا من العالمين، وكان ملكه من الشام إلى إِصطخر، وقيل: ملك الأرض، وكان عسكره مئة فرسخ، وكان مع ذلك يجالس المساكين، ويقول: مسكين جالس مسكينًا.

وقد روي عن ابن عباس -رضي لله عنهما-: ملكَ الأرضَ مؤمنان وكافران، فالمؤمنان: سليمان بن داود، وذو القرنين، والكافران: نمرود، وبخت نصر (١).

وكان عمرُ سليمان -عليه السلام- يوم ملكَ ثلاثَ عشرة سنة، وابتدأ في عمارة بيت المقدس بعد ذلك بأربع سنين.

وروى النسائي: أن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس، سأل الله حُكْمًا يوافق حكمه، فأوتيه، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فأوتيه، وسأله أَلَّا يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يريدُ إلا الصلاةَ فيه، إلا خرج من ذنوبه كيومَ ولدته أمه (٢)، ولهذا كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- يأتي بيت


= و"المفهم" للقرطبي (٥/ ٦٣٥)، و"شرح مسلم" للنووي (١١/ ١١٨)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٤/ ١٤٦)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٣/ ١٥١١)، و"فتح الباري" لابن حجر (٦/ ٤٦٠)، و"عمدة القاري" للعيني (١٤/ ١١٥)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٩/ ٤١٩)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٩/ ١٢٥).
(١) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٣٥٥٨).
(٢) رواه النسائي (٦٩٣)، كتاب: المساجد، باب: فضل المسجد الأقصى والصلاة =

<<  <  ج: ص:  >  >>