للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر يومٍ من الدنيا، وأولِ يومٍ من الآخرة (١).

(ولـ) الإمامِ (مسلمٍ) في "صحيحه" (نحوُه)، ففي "صحيح مسلم" من حديثها: فلما كان يومي، قبضه الله بين سحري ونحري (٢).

وفي روايةٍ له عنها: أنها سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت، وهو مستندٌ إلى صدرها، وأصغت إليه وهو يقول: "اللهمَّ اغفرْ لي وارحمْني، وأَلْحِقْني بالرفيقِ الأعلى" (٣).

وفي روايةٍ: فسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بُحَّةٌ يقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩]، فظننته خُيِّرَ حينئذ (٤).

وفي حديثها عنده: كنتُ أسمعُ أنه لن يموتَ نبيٌّ حتى يُخَيَّرَ بينَ الدنيا والآخرة (٥).

وفي روايةٍ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو صحيح: "إنه لم يُقبض نبيٌّ قطُّ حتى يرى مقعدَه في الجنة، ثم يُخيَّر". قالت عائشة: فلما نزل برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ورأسُه على فخذي، غُشِي عليه ساعة، ثم أفاق، فأشخصَ بصرَه إلى السقف، ثم قال: "اللهمَّ الرفيق الأعلى". قالت عائشة: قلت: إذاً لا يختارُنا، قالت: وعرفت أن الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيحٌ


(١) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٤١٨٦) في حديث الباب.
(٢) تقدم تخريجه في حديث الباب.
(٣) رواه مسلم (٢٤٤٤)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: في فضل عائشة - رضي الله عنها -.
(٤) رواه مسلم (٢٤٤٤)، (٤/ ١٨٩٣)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: في فضل عائشة - رضي الله عنها -.
(٥) هو صدر الحديث المتقدم تخريجه آنفاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>