للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(عن) أبي حمزة (أنسِ بنِ مالك) النَّجَّاريِّ (- رضي الله عنه - قال: أنفَجْنا) - بفاء مفتوحة وجيم ساكنة؛ أي: أثرنا (أرنبًا) هي دويبة معروفة تشبه العَناق، لكن في رجليها طول، بخلاف يديها، والأرنب: اسم جِنْسٌ للذكر والأنثى، ويقال للذكر أيضًا: الخُزَز بوزن عمر بمعجمات-، الأنثى عِكْرِشَة، وللصغير: الخِرْنَق -بكسر المعجمة وسكون الراء وفتح النون بعدها قاف-، هذا هو المشهور (١).

وقال الجاحظ: لا يقال أرنب للأنثى (٢).

ويقال: إن الأرنب شديدة الجبن، كثيرةُ السبق، وإنها تكون سنة أنثى، وسنة ذكرًا، وإنها تحيض، وتنام مفتوحة العين، كذا في "الفتح" (٣).

قلت: وكونها تكون سنة ذكرًا، وسنة أنثى لا يظهر له أصل.

وفي رواية مسلم: استنفجنا، وهو استفعال منه، يقال له: نفج الأرنب: إذا ثار وعدا، وانتفج كذلك، وأنفجته: إذا أثرته في موضعه، ويقال: إن الانتفاج: الاقشعرار، فكأَن المعنى: جعلناها بطلبنا لها تنتفج، والانتفاج أيضًا: ارتفاع الشعر وانتفاشُه (٤) (بمَرِّ الظهران) مَرّ -بفتح الميم وتشديد الراء-، والظهران -بفتح الظاء المعجمة- بلفظ تثنيه الظهر -: اسم موضع على مرحلة من مكة.

وقد يسمى بأحد الكلمتين تخفيفًا، وهو المكان الذي تسميه عوام


(١) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (١/ ٢٩).
(٢) انظر: "الحيوان" للجاحظ (٢/ ٢٨٧).
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ٦٦١).
(٤) المرجع السابق، الموضع نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>