للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان جملة الأحزاب الذين وافوا الخندقَ من قريش، وسليم، وأسد، وغطفان عشرة آلاف.

فهناك ابتُلي المؤمنون، وزُلزلوا زلزالًا شديدًا، فأتت المشركين ريحٌ شديدة وجندٌ عظيمة، فزلزت جمعَهم، وكسرت شوكتهم، وأخمدَت صَولَتَهم، فهُزموا راجعين إلى بلادهم، {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: ٢٥].

والوقعة مبسوطة، وأحوالُها مضبوطة في كتب السير (١)، وقد بينا ذلك في سيرتنا "معارج الأنوار شرح نونية الصرصري" بما يشفي ويكفي، ولله الحمد.

وفي رواية فيهما: "اللهمَّ منزِلَ الكتاب سريعَ الحساب، هازم الأحزاب (٢)! (اهزمهم) "؛ أي: اكسرهم؛ يعني: الكفار، "وبدِّدْ شملَهم".

وفي لفظ: "اهزمهم وزلزلهم" (٣)، دعا - صلى الله عليه وسلم - عليهم أَلَّا يسكنوا ولا يستقروا.

وقال الداودي: أراد أن تطيش عقولُهم، وترعد أقدامهم عند اللقاء، فلا يثبتون (٤).


(١) وانظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٢/ ٦٥) وما بعدها، و"الثقات" لابن حبان (١/ ٢٦٤) وما بعدها.
(٢) رواه مسلم (١٧٤٢/ ٢٢)، كتاب: الجهاد والسير، باب: استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو.
(٣) رواه البخاري (٢٧٧٥)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، ومسلم (١٧٤٢/ ٢١)، كتاب: الجهاد والسير، باب: استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو.
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٦/ ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>