للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك أخرجه مالك في "الموطأ" عن أبي الزناد (١).

وفي رواية الدارمي من وجه آخر عن أبي الزناد بلفظ: "لا يخرجه إلا الجهادُ في سبيل الله وتَصْديقٌ بكلماته" (٢).

(بأن توفاه)، كذا في جميع النسخ المعتبرة من "الصحيحين"، و"العمدة"، وغيرها.

إلا أن لفظ البخاري: "بأن يتوفاه" بصيغة المضارع (٣).

ورأيت في بعض هوامش نسخ "العمدة": "بأن إذا توفاه" بزيادة "إذا" (أن يدخله الجنة).

قال العيني في "شرح البخاري": "أن" في الموضعين مصدرية، تقديره ضمنَ الله بتوفيته بدخوله الجنة.

قال: وفي رواية أبي زرعة الدمشقي عن أبي اليمان: "إن توفاه" بالشرطيةِ، والفعلِ الماضي. أخرجه الطبراني (٤).

قال البدر العيني في قوله: "أن يدخله الجنة": أي: بغير حساب ولا عذاب، أو المراد: يدخله الجنةَ ساعةَ موته (٥).

وقال ابن التين: إدخالهُ الجنةَ يحتمل أن يدخلها إثرَ وفاته تخصيصًا للشهيد، أو بعد البعث، ويكون فائدة تخصيصه أن ذلك كفارة لجميع


(١) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٤٤٣).
(٢) رواه الدارمي في "سننه" (٢٣٩١).
(٣) وانظر: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" لابن الملقن (١٠/ ٢٩١).
(٤) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٧٥٧٩)، من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -.
(٥) انظر: "عمدة القاري" للعيني (١٤/ ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>