للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعيرًا)، أي: بعد أن قسم عليهم أميرهم أبو قتادة غنيمتهم بعد أن عزل الخمس، فخصَّ كل واحد منهم ما ذكر.

قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: ونَفَّلَنا أميرُنا بعيرًا بعيرًا كل إنسان.

قال: ثم قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما حاسبنا على الذي أعطانا صاحبُنا، ولا عابَ عليه ما صنع (١)؛ أي: بل علمه، واطلع عليه، وأقرهم على ذلك.

وفي رواية: قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: (ونَفَّلَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -) كل إنسان منا (بعيرًا بعيرًا) فوق الذي استحقه من المغنم، فكان لكل إنسان ثلاثة عشر بعيرًا.

فإما أن يكون عبد الله بن عمر نسب ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - لكونه أقر أبا قتادة على ما فعل، أو أنه قسم هو - صلى الله عليه وسلم -، ونفل كل واحد منهم بعيرًا بعيرًا زائدًا على سهمه.

والأول أظهر وأولى؛ لأنه روي أنهم غابوا خمس عشرة ليلة، وجاؤوا بمئتي بعير وألف شاة، وسبوا سبيًا كثيرًا، وجمعوا الغنائم، فأخرج الخمس فعزلوه، وعدل البعير بعشرين من الغنم (٢)، فهذا يدل للأول، وهو ظاهر، ويأتي الكلام على النفل في [الحديث] السابع عشر.


(١) تقدم تخريجه عند أبي داود برقم (٢٧٤٣).
(٢) انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٢/ ١٣٢). وانظر: "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (٢/ ١٩٣ - ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>