للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أموال بني النَّضِير) -بفتح النون وكسر الضاد المعجمة فياء مثناة تحت ساكنة فراء-: حيّ من يهود دخلوا في العرب، وهم على نسبهم إلى هارون -عليه السلام-، وكانوا من سبطٍ لم يصبهم جلاء فيما خلا، وكان الله تعالى قد كتب عليهم ذلك (١).

وسبب جلائهم من أرضهم: أنهم هَمُّوا بالفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومكيدتِه والغدرِ به، فسار -عليه الصلاة والسلام- في أصحابه إليهم، واستخلف على المدينة ابنَ أمِّ مكتوم، فلما رأوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، قاموا على جدر حصونهم معهم النبلُ والحجارة، واعتزلهم بنو قريظة، فلم يعينوهم بسلاح ولا رجال، ولم يقربوهم، وجعلت بنو النضير يرمون بالنبل والحجارة، فحاصرهم - صلى الله عليه وسلم - خمسة عشر يومًا.

وقال ابن إسحاق، وابن عبد البر: ستَّ ليال.

وقال سليمان التيمي: قريبًا من عشرين ليلة.

وقال ابن الطَّلاع: ثلاثًا وعشرين ليلة.

وعن عائشة: خمسة وعشرين، حتى أجلاهم، ووليَ إخراجَهم محمدُ بن مسلمة - رضي الله عنه -، فلما أجلاهم، كانت أموالهم من الأرض والنخيل وكل شيء من الحلقة والسلاح والكراع (مما أفاء الله) -سبحانه وتعالى- به (على رسوله) محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (٢).

وأصل الفيء: الرجوع، يقال: فاء يفيء فيئة وفَيْئًا (٣)، كأنه كان في الأصل له - صلى الله عليه وسلم -، فرجع إليه؛ لأنَّ الله لم يبح النعم للخلق إلا بشرط الشكر،


(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٧/ ٣٣٠).
(٢) وانظر: "زاد المعاد" لابن القيم (٣/ ١٢٧ - ١٢٨)، و"السيرة الحلبية" للبرهان الحلبي (٢/ ٥٦٠) وما بعدها.
(٣) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>