للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "لا شيء له"، فأعادها ثلاثًا، كُلَّ ذلك يقول: "لا شيء له"، ثمَّ قال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - "إن الله لا يقبلُ من العمل إلا ما كان له خالِصًا، وابتُغي به وجهُه" (١).

(عن الرجل يقاتل شجاعة) هي مَلَكَة تقتضي شدةً في القلب، وقوة في البأس، والشُّجاع؛ كسحاب، وكتاب، وغُراب، وأمير، وكتف: الشديد القلب عند البأس (٢)، (ويقاتل حمية)؛ أي: لأجل الحمية؛ يعني: أنفًا وغضبًا، يقال: حَمِي أنفُه (٣)، (ويقاتل رياء) وسمعة.

وفي رواية: "ليرى مكانه" (٤)؛ أي: مرتبته في الشجاعة (أيُّ: ذلك) المذكور [من] القتال يكون (في سبيل الله)؟

(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) مجيبًا للسائل بكلمة جامعة في غاية البلاغة والإيجاز، وهي من جوامع كلمِه - صلى الله عليه وسلم -: (من قاتل) الكفارَ (لتكونَ كلمةُ الله)، وهي دعوة الله تعالى إلى الإِسلام؛ يعني: كلمة التوحيد (هي العليا، فهو في سبيل الله).

وفي لفظ في "الصحيحين" و"السنن" الأربعة من حديث أبي موسى أيضًا - رضي الله عنه -: الرجلُ يقاتل للمغنم، والرجلُ يقاتل للذكر،


(١) رواه النسائي فقط (٣١٤٠)، كتاب: الجهاد، باب: من غزا يلتمس الأجر والذكر. ولم يروه أبو داود كما ذكر الشارح -رحمه الله-، وهو في ذلك تبع المنذري في "الترغيب والترهيب" (١/ ٢٣ - ٢٤)، وعنه أخذ -رحمه الله-.
(٢) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ٩٤٥)، (مادة: شجع).
(٣) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٢٠١).
(٤) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٢٦٥٥، ٢٩٥٨)، وعند مسلم برقم (١٩٠٤/ ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>