وقال أبو بكر بن أبي شيبة: إن أصح الأسانيد: الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي - رضي الله عنه -.
وهذه المسألة فيها مذاهب معروفة في علوم الحديث.
والمختار عند المحققين: أنه لا يُجزم في إسناد بأنه أصحُّ مطلقا (١).
قال أحمد بن صالح: وُلد الزهريُّ وعليُّ بنُ الحسين في سنة واحدة، سنة خمسين.
وقال يعقوب بن سفيان: ولدا في سنة ثلاث وثلاثين، وهذا هو الظاهر؛ لما تقدَّم في أن ولده الباقر ولد سنة ست وخمسين.
ومات علي زين العابدين - رضي الله عنه - سنة أربع وتسعين، وكان يقال لها: سَنَةُ الفقهاء؛ لكثرة مَن مات فيها منهم.
وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
ودفن في البقيع، في القبة التي فيها قبر العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -.
سمع زينُ العابدين من أبيه، وابنِ عباس، والمِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَة، وأبي رافعٍ مولى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وعائشةَ، وأم سلمة، وصفيَّةَ، وغيرِهم.
وروى عنه: أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمن، والزهريُّ، وأبو الزناد، وزيدُ بنُ أسلم، وغيرهم.
(١) انظر أقوال الأئمة في أصح الأسانيد: "معرفة علوم الحديث" للحاكم (ص: ٥٣)، و"الكفاية" للخطيب (ص: ٣٩٧)، و"علوم الحديث" لابن الصلاح (ص: ١٥)، و"فتح المغيث" للسخاوي (١/ ٢٣)، وغيرها.