للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصواب: أن الصعيد هي الأرض المستوية، الخالية من الغرس والنبات والبناء (١).

وأما الطيب: فهو الذي تمسك به من اشترط في التيمم التراب؛ لأن الطيب هو التراب المُنْبِت، قال الله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ} [الأعراف: ٥٨].

وروى عبد الرزاق، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: الصعيد الطيب: الحرث (٢).

والحاصل: أن معتمد مذهبنا كالشافعية اعتبارُ كون المتيمَّم به ترابًا طهورًا مغبرًا غيرَ محترق، لا ما تصاعد على وجه الأرض من أجزائها، خلافًا للحنفية.

ولا بكل ما تصاعد عليها، ولو كان من غير أجزائها؛ كنبات؛ خلافًا للمالكية (٣).

ومن أدلة مذهبنا كالشافعية: قولُه تعالى في آية المائدة: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} [المائدة: ٦].

فمن: للتبعيض المشعرِ بتبعيض ما يُتيمَّم به، وذلك هو التراب لا الصخرُ.

وأما قول ابن بطال: يجوز كون "من" صلة، فتعقب بأنه تعسفٌ، ولذا


(١) انظر: "تفسير الطبري" (٥/ ١٠٩).
(٢) رواه عبد الرازق في "المصنف" (٨١٤). وانظر فيما ذكره الشارح: "فتح الباري" لابن حجر (٨/ ٢٥٢).
(٣) انظر: "الفروع" لابن مفلح (١/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>