للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمدَ، وجُعلت أمتي خيرَ الأمم"، وذكر خصلة التراب (١).

قلت: خصلة إعطائه مفاتيحَ الأرض في "صحيح مسلم"، ولفظه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "بُعِثْتُ بجَوامعِ الكَلِم، ونُصِرْتُ بالرُّعْب، وبينا أنا نائم أُوتيتُ بمفاتيحِ خزائنِ الأرضِ، فوُضِعَتْ في يدي". قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنتم [تنتثلونها] (٢)، وهو في "صحيح البخاري" أيضًا (٣).

وفي بعض طرقه: "بينا أنا نائم البارحةَ" (٤). وقال -يعني: البخاري-: بلغني أن جوامع الكلم: أن الله يجمعُ الأمور الكثيرة التي كانت تُكتب في الكتب قبلَه في الأمر الأول، والأمرين، أو نحو ذلك، وذكره في كتاب: التعبير (٥). وله في لفظٍ آخر: "مفاتيح الكلام" (٦).

وعند البزار من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -أيضاً من وجه آخر:


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٥٨)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣١٦٤٧)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٢١٣)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (٢/ ٣٤٨)، وغيرهم.
(٢) في الأصل: "تتلونها"، والصواب ما أثبت كما في "الصحيحين"، ومعنى "تنتثلونها"؛ أي: تستخرجون ما فيها، وتتمتعون به، كما في "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ٤).
(٣) رواه البخاري (٢٨١٥)، كتاب: الجهاد والسير، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نُصرت بالرعب مسيرة شهر"، ومسلم (٥٢٣)، في أول كتاب: المساجد ومواضع الصلاة.
(٤) رواه البخاري (٦٥٩٧)، كتاب: التعبير، باب: رؤيا الليل.
(٥) انظر: "صحيح البخاري" (٦/ ٢٥٧٣).
(٦) تقدم تخريجه قريبًا برقم (٦٥٩٧) عنده، إلا أن فيه: "مفاتيح الكلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>