مُرَّةَ، وأبي أمامةَ الباهِلِيِّ، وعَمْرِو بنِ عَبَسَةَ السلميِّ، وعائشةَ - رضوان الله عليهم أجمعين -، والصُّنابِحِيِّ، ولم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
* * *
(عن أبي سعيد) سعدِ بنِ مالكِ بن سنانَ بنِ ثعلبةَ بنِ عبيدِ بنِ الأبجرِ (الخدري) نسبة إلى خُدْرَة من الأنصار، وخُدرةُ هو: الأبجرُ بن عوفِ بنِ الحارث بنِ الخزرج الأنصاريُّ، اشتهر بكنيته.
كان من الحفاظِ المكثرين العلماءِ الفضلاءِ العقلاءِ.
أولُ مشاهده الخندقُ، وذلك أنه قال: عُرضت على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد، وأنا ابن ثلاثَ عشرةَ، فجعل أبي يأخذُ بيدي، فيقول: يا رسول الله! إنه عبد الفطام، وإن كان مؤدنًا -بالدال المهملة مهموزًا-؛ أي: قصيرًا، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصَعِّد فيَّ بصرَه ويُصَوِّبه، ثم قال: رُدُّه، فردني، فخرجنا نتلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أقبلَ من أُحد، فنظر إليَّ، فقال:"سعد بن مالك! "، فقلت: نعم، بأبي وأمي، فدنوتُ فقبلت ركبتيه، فقال:"آجرَكَ الله في أبيكَ"، وكان قُتل يومئذ شهيدًا.
وغزا أبو سعيد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنتي عشرةَ غزوةً.
روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، منهم: ابنُ عمر، وجابرٌ، وزيدُ بن ثابت، وغيرُهم.
مات سنة أربع وسبعين، ودفن بالبقيع.
روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألفُ حديث، ومئة وسبعون حديثًا، أُخرج له منها في "الصحيحين" مئةٌ وأحدَ عشرَ، المتفق عليه منها: ثلاثة وأربعون، وانفرد البخاري بستة عشر، ومسلم: باثنين وخمسين (١).