للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قال) النعمانُ بنُ بَشير - رضي الله عنه -: (سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لتسون) -بضم التاء وفتح السين المهملة وتشديد الواو المضمومة فنون توكيد مشددة-، وللكشميهني (١): "لتسوُّونَ"-بواوين-. قال البيضاوي: هذه اللام التي يُتلقى بها القسم (٢).

(صفوفكم) بمحاذاة المناكب والأكعب، وإن لم تتحاذ أطرافُ الأصابع.

(أو لَيُخالفنَّ الله بينَ وجوهكم)؛ أي: إن لم تُسَوُّوا.

وكما أن المراد بتسوية الصف: اعتدالُ القائمين به على سمت واحد، يراد بها أيضاً: سدُّ الخَلَل الذي في الصف (٣).

ففي أبو داود، من حديث أنس - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رُضُوا صُفوفَكُم، وقارِبوا بينَها، وحاذوا بالأعناقِ، فوالذي نَفْسي بيده! إني لأرى الشيطان يدخل من خَلَل الصف، كأنها الحَذَفُ".

ورواه النسائي، وابن خزيمة، وابن حبان في "صحيحيهما"، نحو رواية أبي داود (٤).


= لابن الأثير (٥/ ٣١٠)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٩/ ٤١١)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٤١١)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٦/ ٤٤٠)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (١٠/ ٣٩٩).
(١) كذا في الأصل، وفي "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٢٠٧)، وعنه نقل الشارح، و"عمدة القاري" للعيني (٥/ ٢٥٣): "للمستملي" بدل "للكشميهني".
(٢) انظر: "تفسير البيضاوي" (١/ ١٣٦)، قال القرطبي في "تفسيره" (٩/ ١٠٥): وهي التي تدخل على الفعل، ويلزمها النون المشددة أو المخففة.
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٢٠٧).
(٤) رواه أبو داود (٦٦٧)، كتاب: الصلاة، باب: تسوية الصفوف، والنسائي =

<<  <  ج: ص:  >  >>