للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تارك السنة: راغباً عنها، فَأَحَبَّ اتباعَ لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإلا، فالراغب -في التحقيق- هو التارك.

وقال الإمام أحمد لمحمد بن موسى: لا ينهاك عن رفع اليدين إلا مبتدع، فقد فعل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والكوفيون حجتهم: أن عبد الله بن مسعود لم يكن يرفع يديه، وهم معذورون قبل أن تبلغهم السنة الصحيحة، فإن عبد الله بن مسعود هو الفقيه الذي بعثه عمر بن الخطاب ليعلم أهل الكوفة السنة، لكن لقد حفظ الرفع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كثير من الصحابة- رضوان الله عليهم-. وابن مسعود لم يصرح بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرفع إلا أول مرة، لكنهم رأوه يصلي ولا يرفع إلا أول مرة، والإنسان قد ينسى وقد يذهل، وقد خفي عن ابن مسعود نسخ التطبيق في الصالأة، فكان يصلي، وإذا ركع، طبق بين يديه، كما كانوا يفعلون ذلك أول الإسلام (٢)، ثم نسخ التطبيق، وأمروا بالرُّكَب (٣)، وهذا لم يحفظه ابن مسعود - رضي الله عنه - (٤).

وأما حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه عند الافتتاح، ثم لا يعود، أخرجه أبو داود (٥)، فرده الإمام الشافعي بأنه لم


(١) انظر: "الفروع" لابن مفلح (١/ ٣٧٩).
(٢) رواه مسلم (٥٣٤)، كتاب: المساجد ومواضح الصلاة، باب: الندب إلى وضح الأيدي على الركب في الركوع ونسخ التطبيق.
(٣) رواه مسلم (٥٣٥)، كتاب: المساجد ومواضح الصلاة، باب: الندب إلى وضح الأيدي على الركب في الركوع ونسخ التطبيق، عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -.
(٤) انظر: "الفتاوى المصرية الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (٢/ ٤٤٨ - ٤٤٩).
(٥) رواه أبو داود (٧٤٨)، كتاب: الصلاة، باب. من لم يذكر الرفع عند الركوع، =

<<  <  ج: ص:  >  >>